الجمعة، 7 يناير 2011

البنت ترسم الفراشات ( قصة للأطفال)

البنت ترسم الفراشات..
ــــ فصة للأطفال ــــــ



ساعات وهي تراقب الفراشات ، وصوت رفيف أجنحتها ذات الألوان الزاهية يملأ أذنيها ..
تمنت لو تجرى من خلفها ، وتحاول الإمساك بها ، قالت لجدتها التي تجلس فى الشرفة تحتسي قهوتها الصباحية :
ـ آه لو كنت فراشة ..
راحت الصغيرة ترفرف بذراعيها ، تدور، وتدور حتي كادت أن تقع علي الأرض ، أمسكت الجدة بها وراحت تحذرها :
ـ وماذا بعد ؟
راحت الصغيرة تغنى ، وترقص ، وترفرف ثانية بذراعيها ، وتود أن تطير ..

في الحديقة العامة جلست الأسرة هانئة تحت شجرة تدلت أغصانها الخضراء ، وتنبعث من المذياع الصغير موسيقي هادئة ..
عادت الصغيرة ترأقب الفراشات من جديد ،وهى تحط وتعلو باسمة فوق أزهار الحديقة اليانعة ، تمنت أن تطير مثلها وراحت تطاردها، حتي بلغ بها التعب ولم تظفر بشئ منها :
ـ ماذا كنت تفعلين ؟
قال لها الصبي الجالس بجوارها علي مقعد حجرى عتيق ، قالت :
ـ كنت أطارد الفراشات ..
ضحك وكأنه يسخر منها :
ـ هل أمسكت بواحدة ؟
ـ كلا ..
ـ ولكنني أملك منها العشرات ..
ـ ماذا تقول ؟
ـ اصيدها ثم أضعها بين صفحات كراسة الرسم الملونة ..
ـ إنه فعل سئ ، فالفراشات تموت إذن ..
ـ لا يهم ، المهم أن احتفظ بها ..

وراحت الصغيرة تبكي الفراشات الميتة ، ولم تعد بعد ذلك لمطاردتها ، نادتها أمها فلم تجب ،
وانشغلت تتأمل الفراشات من جديد ..

أخرجت الصغيرة كراسة الرسم ، وجعلت ترسم فراشة ملونة حتي إذا اكتملت ألوانها راحت تهدهدها ، والفراشة لا تطير ، ثم رسمت غيرها حتي ملأت الصفحة ..
مر الصبي بها وهي ترسم أصابته دهشة من الرسوم المتقنة :
ـ هل تبادلينني ؟
ـ بماذا ؟
ـ بكراستي التي تضم الفراشات الحقيقية ..
ـ لكنها ميتة ، ولن تطير ..
ـ وهذه أيضاً لن تطير !!
ـ من قال هذا ، ربما تطير ذات يوم ..

رأت الجدة الفراشات الملونة ، وربتت على كتف الصغيرة ، وقالت :
ـ إنها جميلة ، جميلة ، تًري من الجميلة التي قامت برسمها ؟

ـ أنا ..
وصفقت بيديها فرحة :
قالت الجدة :
ـ فلنصفق بهدوء لئلا نزعج الفراشات النائمات فتنزعج وتطير ..
قالت الصغيرة متعجبة :
ـ أنا قلت للصبي هذا الكلام ولم يصدقه ..
ـ الفراشات كالأحلام يجب ألا يزعجها شئ ..

كانت مصابيح الشوارع تنير الميدان الفسيح بضوء باهر جعلت الفراشات تسبح فيه ، راحت الصغيرة تعد الفراشات :
ـ واحدة ، اثنتـ ....
ولم تستطع ان تكمل عدها وكاد يغلبها النعاس ، وهي لم تزل تحلم بالفراشات ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق